دروس مكتوبة في الرقائق

اهم ما قيل بها , دروس مكتوبه فالرقائق

 

تعرف على اهم و اروع الدروس المميزه التي تخص الرقائق و جميع ما يعرف فيها ،

حقيقه الدنيا

 



الحمد للة الكريم المنان ذى الفضل و الإحسان، و صلي الله و سلم علي خير خلقة محمد علية اروع الصلاه و أتم السلام، و علي و آلة و صبحة اجمعين، و من تبعة بإحسان الي يوم الدين، اما بعد:


الحياة الدنيا متاعها قليل، و زينتها زائفه حياتها غرور و متاعها زائل، و مخطئ من ظن انها دار السعاده و الهناء و هى دار فناء لا دار بقاء، و دار ممر لا دار، قال تعالى: ﴿ ياقوم انما هذي الحياة الدنيا متاع و إن الآخرة هي دار القرار ﴾ [غافر: 39].

أيامها تنقضى سراعا و لياليها تنصرم طواعا كلما مضي عليك يا ابن ادم يوم دني اجلك فيومك اقرب منة من امسك.

يا عباد الله:


لا تغرانكم الحياة الدنيا بزخرفها و تفتنكم بمفاتنها حتي تغفلوا عن حقيقتها، فهى دار عمل لا دار جزاء، و دار ابتلاء و اختبار لا دار ثواب و هناء، و فالمحن و الابتلاء او المرض و الفقد تكشف عن و جهها سافرة عن حقيقتها فيا من تريد الراحه و السعاده فأنت تكلف الأيام غير طبائعها و تكلف الليالى عكس حقيقتها، الدنيا خمره الشيطان من سكر منها لا يفيق الا بسكرات الموت حين لا ينفع الندم و انتهي العمل.

قال تعالى: ﴿ الذي خلق الموت و الحياة ليبلوكم ايكم اقوى عملا و هو العزيز الغفور ﴾ [الملك: 2].

وقال تعالى: ﴿ و لنبلونكم بشيء من الخوف و الجوع و نقص من الأموال و الأنفس و الثمرات و بشر الصابرين ﴾ [البقرة: 155].

أيها المسلمون:


حال المؤمن فهذة الدنيا كالغريب المؤمل الرجوع الي اهلة و بلدة و دارة التي اخرجة منها العدو المتربص عندما ازل ابوية و أخرجهما من الجنة، و ربما بين النبى صلي الله علية و سلم ذلك بقوله: «كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل» رواة البخاري.

فإن الغريب يصبح حريصا علي ما ينفعة بعيد جميع البعد عن التنافس مع اهل هذة البلده و لا تجد فقلبة حقد او حسد علي احد، و حال الغريب دائم الشوق الي الرجوع الي اهل و دارة مستعد للرحيل ليس له هم الا ما يعينة علي العوده او كالمسافر المتخفف من متاع الدنيا و الحريص علي ما يبلغة بلدة من الزاد، قال تعالى: ﴿ و تزودوا فإن خير الزاد التقوي و اتقون ياأولى الألباب ﴾ [البقرة: 197].

أيها المؤمنون:


الدنيا ليس فيها راحه لمؤمن فلا ينبغى له ان يركن اليها و يتخذها و طنا و مسكنا، فيطمئن فيها، فمن ذا الذي يبنى علي موج البحر درا، تلكم الدنيا، فلا تتخذوها قرارا.


وإن امرءا ربما سار ستين حجة *** الي منهل من و ردة لقريب


عن ابى الدرداء و الحسن انهما قالا: ابن ادم انك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن امك، و مما انشد بعض السلف:


إنا لنفرح بالأيام نقطعها


وكل يوم مضي يدنى من الأجل


فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهدا


فإنما الربح و الخسران في العمل.


إن رسول الله صلي الله عليه و سلم قال لرجل و هو يعظه: « اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، و صحتك قبل سقمك، و غناك قبل فقرك، و فراغك قبل شغلك، و حياتك قبل موتك» صححة الألباني.


فالأعمار صناديق الأعمال و الكيس من دان نفسة و عمل لما بعد الموت فاليوم عمل بلا جزاء و غدا جزاء بلا عمل ,وقال بكر المزني: ما من يوم اخرجه الله الي الدنيا الا يقول: يا ابن ادم، اغتنمنى لعله لا يوم لك بعدي، و لا ليلة الا تنادي: يا ابن ادم اغتنمنى لعله لا ليلة لك بعدي، و لبعضهم:


اغتنم في الفراغ فضل ركوع


فعسي ان يصبح موتك بغتة


كم صحيح مات من غير سقم


ذهبت نفسه الصحيحة فلتة


أقول قولى هذا، و استغفر الله العظيم لى و لكم و لسائر المسلمين من كل نذنب، فاستغفروة انه هو الغفور الرحيم.


الخطبه الثانية


الحمد لله رب العالمين، و الصلاه و السلام علي نبينا محمد و آلة و صحبة اجمعين، و بعد:


أيها الناس:


إن العقل ليدل علي ان هذة الحياة الدنيا لا بد ان يصبح لها نهايه كما ان لها بداية، و أنة سوف يصبح هنالك جزاء و حساب فمن اقوى فلة الحسني و من اساء فلا يلومن الا نفسة ,وأن للظالم يوم يقتص منة فية ,وللمظلوم يوم يوفي له حقة حتي البهائم يقضي بينها و ذلك ما تقتضية الحكمه الإلهيه ,وأنة لم يخلقنا عبثا، قال تعالى: ﴿ افحسبتم انما خلقناكم عبثا و أنكم الينا لا ترجعون ﴾ [المؤمنون: 115]، و التوازن مطلوب فيصبح الإنسان حريصا علي اخرتة و لا ينس نصيبة من الدنيا كما قال تعالى: ﴿ و ابتغ فيما اتاك الله الدار الآخرة و لا تنس نصيبك من الدنيا و أحسن كما اقوى الله اليك و لا تبغ الفساد في الأرض ان الله لا يحب المفسدين ﴾ [القصص: 77].

عباد الله:


صلوا و سلموا علي نبينا محمد فإنة يقول اعز من قائل علميا:﴿ ان الله و ملائكته يصلون علي النبي ياأيها الذين امنوا صلوا عليه و سلموا تسليما ﴾ [الأحزاب: 56]، اللهم صل و سلم علي عبدك و رسولك محمد ما تعاقب الليل و النهار.

اللهم اغننا بحلالك عن حرام و بفضلك عما سواك اللهم ات نفوسنا تقواها و زكها انت خير من زكاة انت و ليها و مولاها.

اللهم امنا فاوطاننا و أصلح ائمتنا و ولاه امورنا، و اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها و ما بطن، ربنا اغفر لنا و لوالدينا و جميع المسلمين.﴿ ربنا اتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار ﴾ [البقرة: 201].

عباد الله:


﴿ ان الله يأمر بالعدل و الإحسان و إيتاء ذى القربي و ينهي عن الفحشاء و المنكر و البغي يعظكم لعلكم تذكرون ﴾ [النحل: 90]، فاذكروا الله العظيم يذكركم و اشكروة علي نعمه يزدكم ﴿ و لذكر الله اكبر و الله يعلم ما تصنعون ﴾ [العنكبوت: 45].

 


دروس مكتوبة في الرقائق