الاعجاز التربوي في رب ارني كيف تحيي الموتى , قدرة الله فوق كل شئ

الاعجاز التربوى فربى ارنى كيف تحى الموتي و هى هل الرسول صلي الله علية و سلم يضع الحمامة علي جميع جبل جزء منها بعدها الله عز و جل احياها مرة اخري و رجعها ثاني علي الحياه

الإعجاز التربوى فاية

إن من صور الصحوه الإسلاميه فالآونه الأخيرة: العوده الي كتاب ربنا – القرآن الكريم – و محاوله استخراج ما فية من صور الإعجاز المختلفة، لعلها تكون لنا نبراسا نهتدى بة فسبيل نهضتنا، و الاستعانه فيها فالدعوه الإسلاميه لهدايه البشرية، و الأخذ بيدها لبر السلام.

وتتعدد صور الإعجاز فالقرآن الكريم فعديد من المجالات، و منها الإعجاز النبوى الذي يفيد الأمه فتربيه ابنائها، و فدعوه غيرها للحق و الهداية، و فيما يلى لمحات تربويه من ذلك الإعجاز فايه و احدة، و سيقتصر الحديث فذلك فقط علي دور المعلم و المتعلم فعمليه التعليم و التعلم فهذة الآية.

:

﴿ و إذ قال ابراهيم رب ارنى كيف تحي الموتي قال اولم تؤمن قال بلي و لكن ليطمئن قلبى قال فخذ اربعة من الطير فصرهن اليك بعدها اجعل علي كل جبل منهن جزءا بعدها ادعهن يأتينك سعيا و اعلم ان الله عزيز حكيم ﴾ [البقرة: 260].

المعلم فهذة الآيه هو الله – جل جلالة – و المتعلم هو سيدنا ابراهيم – علية السلام – و ربما بدا الموقف التعليمى بسؤال من سيدنا ابراهيم – علية السلام – لربه: ﴿ رب ارنى كيف تحي الموتي ﴾؟

فهو الذي بادر بطلب التعلم، مما ينم عن رغبتة فالتعلم، و دافعيتة لطلب العلم، كما ينم عن الجرأه فالطلب، و عدم الخوف من ان يسأل ربه.

وقد كان الطلب بأسلوب فية تأدب مع ربة بقوله: (رب)، كما ان فية عاطفه الحب و الود فهذا الخطاب؛ اي: ان هنالك جوا من الحريه و المحبه و الدفء العاطفي، الذي يسود الجو التعليمي، و الذي هيأة الله لسيدنا ابراهيم – علية السلام.

لقد حدد سيدنا ابراهيم – علية السلام – مقال التعلم الذي يريدة بنفسه، و لم يفرض عليه، و هو (رؤيه طريقة احياء الله الموتى)، و لكن لماذا ذلك المقال بالذات؟

إن المتأمل فالأحداث الجاريه و قتها، يجد ان فرعون ذلك الزمان (النمرود)، كان يدعى انه يحيى و يميت، و نشر ذلك الادعاء فارجاء اهل البلاد، و كان ذلك المقال محل اهتمام الجميع؛ حيث انه يمس العقيدة، و كان سيدنا ابراهيم – علية السلام – رسول الأمه الذي من مهمتة تصحيح هذة العقيدة، فالمقال يشغل بال الأمه و على رأسهم سيدنا ابراهيم – علية السلام – و من هنا كانت الحاجه ما سه لسيدنا ابراهيم لمزيد من العون من ربه؛ كى يتعلم طريقة محاجه النمرود؛ ﴿ الم تر الي الذي حاج ابراهيم في ربه ان اتاه الله الملك اذ قال ابراهيم ربي الذي يحيى و يميت قال انا احيى و أميت قال ابراهيم فإن الله يأتى بالشمس من المشرق فأت فيها من المغرب فبهت الذي كفر و الله لا يهدى القوم الظالمين ﴾ [البقرة: 258].

و لذا جاء السؤال بطلب رؤيه طريقة احياء الله الموتى، و من هنا يتضح لنا و ظيفيه مقال التعلم لكل من المتعلم (سيدنا ابراهيم) – علية السلام – و لمجتمعه.

ويا لها من حلوه ان يحدد المتعلم (سيدنا ابراهيم) – علية السلام – بنفسة كذلك طريقة عمليه التعلم، و هى الرؤية؛ اي: المشاهده بأم عينيه، و ليس الكلام النظري، فلم يقتصر الطلب علي تحديد مقال التعلم فقط، بل تعداة الي تحديد طريقة التعلم، كما لم يقتصر مقال التعلم علي عمليه احياء الموتى، بل تعداة كذلك الي طريقة الإحياء.

ولكن بماذا اجاب الله عن سؤال سيدنا ابراهيم – علية السلام – لم يعطة الله الإجابه فورا، بل سأله: ﴿ اولم تؤمن ﴾ [البقرة: 260]؟

إن ذلك السؤال ليس سؤالا استنكاريا، ان ذلك السؤال من المنظور التربوى يثير فالمتعلم التشوق اكثر و التحمس لتلقى الإجابة، كما انه يعمل علي تحديد مستوي التعلم الذي عند المتعلم (مستوي علم اليقين)، و ذلك ما اوضحتة اجابه سيدنا ابراهيم – علية السلام – بقوله: ﴿ بلي و لكن ليطمئن قلبى ﴾ [البقرة: 260].

إن سيدنا ابراهيم – علية السلام – كان يعلم علم اليقين ان الله هو الذي يحيى و يميت، و ذلك و اضح من قوله: بلى، و لكن قوله: ليطمئن قلبى دلاله علي رغبتة فالوصول الي مستوي اعلي من التعلم، و هو مستوي عين اليقين، و ذلك و اضح من سؤالة – علية السلام – فقولة فبدايه الموقف التعليمي: ارني، و ذلك يدل علي طموح المتعلم للوصول الي المستويات الأعلي من التعلم.

لقد تضمنت عمليه التعليم و التعلم اسلوب الحوار الهادف الذي يكشف لكل من المعلم و المتعلم ما يريدة كل من الآخر، فتنكشف مكنونات المتعلم للمعلم، و يحدد المتعلم ما يريدة من المعلم، و هنا يسود التفاهم و الإقناع فعمليه التعلم للمتعلم، دون الإجبار و القمع و التسلط من جانب المعلم للمتعلم.

ولكن بعد ذلك الحوار، اين الإجابه عن سؤال سيدنا ابراهيم – علية السلام – من ربه؟

لم تكن هنالك اجابه بالشكل المباشر، و لكن الله كلف سيدنا ابراهيم – علية السلام – بعده تكليفات يقوم بعملها بنفسه: فخذ، فصرهن، بعدها اجعل، بعدها ادعهن، و اعلم.

هنا تبرز الكثير من الإبداعات التربوية؛ منها:

• ان المعلم ربما فعل المتعلم و جعلة نشطا بقيامة بهذة الأفعال.

• تنوع هذة الأفعال تجدد من نشاط المتعلم و تبعد عنة الملل و الخمول.

• استعمال اكثر من حاسه او جارحة: اللمس، و السمع، و البصر، و الأيد، و الأرجل، و اللسان، و العقل، مما يزيد من فعاليه عمليه التعلم.

• استعمال حرف الفاء فالفعلين: فخذ، و فصرهن، يفيد سرعه تلبيه المعلم للمتعلم فالاستجابه له.

• اما استعمال (ثم) قبل الفعلين: اجعل، و ادعهن، يفيد تمهل المعلم علي المتعلم فاداء الأفعال، خاصه و أنة سيصعد علي الجبال بعدها ينزل من عليه، و فهذا رأفه و رحمه من المعلم بالمتعلم، رغم و جود الدافعيه الذاتيه لدي المتعلم، و زياده تشويق المعلم له من قبل.

• و استعمال و او العطف فالفعل الأخير (واعلم)، تفيد ارشاد المعلم للمتعلم بضروره امعان التفكير فكل فعل يقوم بة المتعلم فالأفعال السابقة؛ مما يشير الي اعلاء قيمه العقل فعمليه التعلم، و دورة فكل خطوات التعلم.

لقد تم استعمال الكيفية العمليه فعمليه التدريس، و هى من اكثر الطرق اقناعا للمتعلم؛ حيث قام المتعلم بإجراء التجربه بنفسة خطوه بخطوة، و شاهد نتائج جميع خطوة، بعدها توصل الي النتيجه النهائية، و جميع ذلك من اثناء مشاهده الحقائق التي لا يستطيع احد انكارها، كما ان هذة الكيفية تفيد كثيرا فتنميه التفكير، و هو ما يتمشي مع الهدف المنشود من عمليه التعلم فهذا الموقف (تعلم الكيفية).

إن استعمال الحقائق الكونيه فهذة التجربه للتوصل الي الأمور المجردة، تكون اجدي فمخاطبه العقل البشري، فمن اللافت للنظر استعمال الله للطير كوسيله تعليميه فهذا الموقف؛ مما يتناسب مع مقال التعلم؛ حيث تخرج الحياة فحركه الطير و هى طائرة، كما لا يستطيع احد الإمساك فيها و هي طائره الا الله كما يتضح هذا فقولة تعالى: ﴿ اولم يروا الي الطير فوقهم صافات و يقبضن ما يمسكهن الا الرحمن انه بكل شيء بصير ﴾ [الملك: 19].

وبذلك يصبح استعمال الطير اجدي فابراز حقيقه الحياة و هى طائره بعد ان كانت فحاله موت، كما ان الطير محببه للنفس البشرية؛ مما يجعل لها قبولا لدي المتعلم عند استخدامها.

إن توفر كهذة المبادئ التربويه فعمليه التعلم، هو الذي يسمي الآن بالتعلم النشط، و الذي عانت الحضاره الغربيه عقودا طويله للوصول الية بالبحث العلمي، رغم و جودة بين ايدينا فالكتاب المعجز (القرآن الكريم).

لقد كان دور المعلم فهذا الموقف التعليمى دور: الموجة و المرشد، و المحفز و الميسر للمتعلم، حتي بلوغ الهدف من عمليه التعلم، و ذلك ما يسمي بالتدريس الفعال فو قتنا الحاضر، طبقا لما يسمي بالاتجاهات التربويه الحديثة، و ذلك ما اتي بة الكتاب المعجز (القرآن الكريم) منذ قرون عديدة، فهل هى اتجاهات حديثة؟ ام نحن الغافلون عنها؟

لم يقتصر هدف الله (المعلم) فالموقف التعليمى علي هدف سيدنا ابراهيم – علية السلام – (المتعلم)، و هو (رؤيه احياء الله للموتى)، بل تعداة الي ما هو اعظم من ذلك، و هو اخبارة (أن الله عزيز حكيم)، و هنا تبرز عظمه المعلم فاستعمال هدف المتعلم للوصول الي اهداف اكبر و أعم.

مدي نجاح ذلك الموقف التعليمى فتحقيق اهدافه:

إن نجاح اي عمليه تعليم و تعلم يقاس فالغالب بالنتائج المترتبه عليها، و بالنسبه للموقف الذي نحن بصددة الآن، هنالك موقفان بارزان يخرجان مدي ذلك النجاح:

الموقف الأول: محاجه سيدنا ابراهيم – علية السلام -للنمرود:

﴿ الم تر الي الذي حاج ابراهيم في ربه ان اتاه الله الملك اذ قال ابراهيم ربي الذي يحيى و يميت قال انا احيى و أميت قال ابراهيم فإن الله يأتى بالشمس من المشرق فأت فيها من المغرب فبهت الذي كفر و الله لا يهدى القوم الظالمين ﴾ [البقرة: 258].

فى ذلك الموقف ظهرت براعه سيدنا ابراهيم – علية السلام – فدحض حجه النمرود فانه يحيى و يميت، فلقد تعلم من ربة كيف يمعن التفكير و يستعمل عقله، و يستعمل الأدله (الحقائق) التي لا ممكن لأحد انكارها.

فقد ذكر سيد قطب فالظلال انه عندما قال النمرود:

أنا احيى و أميت، عند هذا لم يرد ابراهيم – علية السلام – ان يسترسل فجدل حول معني الإحياء، و عدل عن هذة السنه الكونيه الخفيه الي سنه اخري ظاهره مرئية، و عدل عن كيفية العرض المجرد للسنه الكونيه و الصفه الإلهيه فقوله: ﴿ ربي الذي يحيى و يميت ﴾ [البقرة: 258]، الي قوله: ﴿ فإن الله يأتى بالشمس من المشرق فأت فيها من المغرب ﴾ [البقرة: 258]، و هى حقيقه كونيه مكرورة؛ تطالع الأنظار و المدارك كل يوم، و لا تتخلف مره و لا تتأخر، و هى شاهد يخاطب الفطرة، و من بعدها كان ذلك التحدى الذي يخاطب الفطره كما يتحدث بلسان الواقع الذي لا يقبل الجدل.

وهنا يقول طنطاوى فالوسيط: فماذا كانت نتيجه هذة الحجه الدامغه التي قذفها ابراهيم – علية السلام – فو جة خصمه؟ كانت نتيجتها – كما حكي القرآن -: ﴿ فبهت الذي كفر ﴾؛ اي: غلب و قهر، و تحير و انقطع عن حجاجه، و اضطرب و لم يستطع ان يتكلم؛ لأنة فوجئ بما لا يملك دفعه.

الموقف الثاني: حوار سيدنا ابراهيم – علية السلام -مع ابية و قومه؛ لإبطال عباده الأوثان، و حالة خلال و ضعة فالنار.

لقد تجلت براعه سيدنا ابراهيم – علية السلام – فهذا الموقف فحوارة لقومه، و قوه استخدامة للحجج، بالاستعانه بالحقائق الماديه المحسوسه للإقناع، و دحض الحجج الباطله التي استعملوها، و تعبر الآيات هنا عن هذا بوضوح: ﴿ و لقد اتينا ابراهيم رشده من قبل و كنا فيه عالمين ﴾ [الأنبياء: 51]، ﴿ اذ قال لأبيه و قومه ما هذي التماثيل التي انتم لها عاكفون ﴾ [الأنبياء: 52]، ﴿ قالوا و جدنا اباءنا لها عابدين ﴾ [الأنبياء: 53]، ﴿ قال لقد كنتم انتم و آباؤكم في ضلال مبين ﴾ [الأنبياء: 54]، ﴿ قالوا اجئتنا بالحق ام انت من اللاعبين ﴾ [الأنبياء: 55]، ﴿ قال بل ربكم رب السموات و الأرض الذي فطرهن و أنا علي ذلكم من الشاهدين ﴾ [الأنبياء: 56]، ﴿ و تالله لأكيدن اصنامكم بعد ان تولوا مدبرين ﴾ [الأنبياء: 57]، ﴿ فجعلهم جذاذا الا كبيرا لهم لعلهم اليه يرجعون ﴾ [الأنبياء: 58]، ﴿ قالوا من فعل ذلك بآلهتنا انه لمن الظالمين ﴾ [الأنبياء: 59]، ﴿ قالوا سمعنا فتي يذكرهم يقال له ابراهيم ﴾ [الأنبياء: 60]، ﴿ قالوا فأتوا فيه علي اعين الناس لعلهم يشهدون ﴾ [الأنبياء: 61]، ﴿ قالوا اأنت فعلت ذلك بآلهتنا يا ابراهيم ﴾ [الأنبياء: 62]، ﴿ قال بل فعله كبيرهم ذلك فاسألوهم ان كانوا ينطقون ﴾ [الأنبياء: 63]، ﴿ فرجعوا الي انفسهم فقالوا انكم انتم الظالمون ﴾ [الأنبياء: 64]، ﴿ بعدها نكسوا علي رؤوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون ﴾ [الأنبياء: 65]، ﴿ قال افتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا و لا يضركم ﴾ [الأنبياء: 66]، ﴿ اف لكم و لما تعبدون من دون الله افلا تعقلون ﴾ [الأنبياء: 67]، ﴿ قالوا حرقوه و انصروا الهتكم ان كنتم فاعلين ﴾ [الأنبياء: 68]، ﴿ قلنا يا نار كونى بردا و سلاما علي ابراهيم ﴾ [الأنبياء: 69]، ﴿ و أرادوا فيه كيدا فجعلناهم الأخسرين ﴾ [الأنبياء: 70].

وتوضح لنا الآيات ان الله – عز و جل – ربما علم سيدنا ابراهيم – من قبل هذا – النظر و الاستدلال علي الحق: ﴿ و لقد اتينا ابراهيم رشده من قبل و كنا فيه عالمين ﴾ [الأنبياء: 51].

وكما اتضح لنا من قبل ان ابراهيم – علية السلام – ربما و صل فعلمة الي مستوي عين اليقين فان الله هو الذي يحيى و يميت، عندما اراة ربة طريقة احياء الموتى، و من هنا كان ثباتة و شجاعتة و رباطه جأشة عندما القى فالنار، فهو الذي و ضع نفسة فموضع الإحياء و الإماته الآن، و هنا فهذا الموقف الجديد و صل سيدنا ابراهيم الي مستوي حق اليقين.

وقد ذكر الطنطاوى فالوسيط ان المفسرين قالوا: ان ابراهيم – علية السلام – حين جيء بة الي النار، قالت الملائكة: يا ربنا، ما فالأرض احد يعبدك سوي ابراهيم، و أنة الآن يحرق، فأذن لنا فنصرته! فقال – سبحانة -: ان استغاث بأحد منكم، فلينصره، و إن لم يدع غيري، فأنا اعلم به، و أنا و ليه، فخلوا بينى و بينه، فهو خليلي، ليس لى خليل غيره.

فأتي جبريل – علية السلام – الي ابراهيم، فقال له: الك حاجة؟ فقال ابراهيم: اما اليك، فلا، و أما الي الله فنعم! فقال له جبريل: فلم لا تسأله؟ فقال ابراهيم – علية السلام -: حسبى من سؤالى علمة بحالي. 

الاعجاز التربوى فرب ارنى كيف تحيى الموتى

 




الاعجاز التربوي في رب ارني كيف تحيي الموتى , قدرة الله فوق كل شئ