دروس مكتوبة

اروع الدروس المميزه جدا, دروس مكتوبة

 

مجموعة جميلة من اهم الدروس القوية المكتوبة و لجميلة و الغير عادية ،



الحمد للة رب العالمين و الصلاه و السلام علي سيدنا محمد و علي ءالة و أصحابة اجمعين. اما بعد فيقول الله عز و جل فذم الكبر و ذم جميع جبار متكبر (سأصرف عن ءاياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق) الأعراف / 146، و قال عز و جل (ولا تصعر خدك للناس و لا تمش في الأرض مرحا ان الله لا يحب كل مختال فخور) لقمان / 18. فالكبر اخوه الإيمان صفة مذمومة. و ربما نهي الله تعالي عنة فالقرءان الكريم بآيات منها ما ذكرناه، و ربما بين لنا رسولة الكريم فاحاديث كثيره معناة و عاقبتة و أن الكبر يصبح فعديد من الأحيان سببا لمشاكل تعترض الكثيرين فحياتهم الدنيويه فضلا عما يؤدى بصاحبة الية من العذاب الأليم فالآخرة.

والكبر هو ما عرفه الرسول صلي الله علية و سلم بقوله “بطر الحق و غمط الناس” رواة مسلم. و معني بطر الحق اي رد الحق علي قائله مع العلم بأن الصواب مع القائل لنحو كون القائل صغير السن، فيستعظم ان يرجع الي الحق من اجل ان قائلة فقير او صغير السن او لأن الذي رد علية من الخاملين، اي ليس من المشهورين البارزين و الذي رد علية من البارزين. و غمط الناس اي ازدراؤهم و احتقارهم و استصغارهم، كأن يتكبر علي الفقير و ينظر الية نظر احتقار، او يترفع علية فالخطاب، يستعظم نفسة فيري الناس دونة و هو فوقهم و أفضل منهم.

وورد كذلك ان النبى صلي الله علية و سلم قال “ألا اخبركم بأهل النار كل عتل جواظ مستكبر” متفق عليه. و العتل هو الغليظ الجافي، و الجواظ هو الجموع المنوع اي المتكالب علي جمع المال من اي طريق كان حلال ام من حرام. و المنوع الذي يمنع دفع المال فما اوجبة الله فية كالذى لا يدفع الزكاه الواجبه علية بعد استحقاقها لغير عذر.

والكبر احبابنا من معاصى القلب و معاصى القلب كثيرة، فالمؤمن الذي يموت و لم يتب من ذلك الداء فهو تحت مشيئه الله عز و جل ان شاء الله عذبه و إن شاء غفر له و لو عذبه لا يخلده فنار جهنم. و معني كلام النبى صلي الله علية و سلم “لا يدخل الجنة من كان فقلبه مثقال ذرة من كبر” رواة احمد، اي لا يدخلها مع الأولين – ان لم يتب الي الله – اي المؤمن الذي ما ت و كان فقلبه مثقال ذرة من كبر لا يدخلها بدون عذاب بل يعذب فالنار بعدها يظهر منها الي جنه النعيم. (والذرة اي الهباء الذي يري عند دخول ضوء الشمس من الكوه الي الغرفه المظلمة).

ومن شؤم الكبر و قبح الكبر ان رجلا اخبر عنة النبى صلي الله علية و سلم كان يتبختر فبردية ربما اعجبتة نفسة (أى يمشى مشيه المتكبرين) فخسف الله بة الأرض فهو يتجلجل بها الي يوم القيامه (أى يغوص بها الي يوم القيامة)، فتأملوا ذلك اخوه الإيمان و الإسلام و فقكم الله لما يحبة و يرضاة و انظروا كيف عوقب ذلك الرجل لكبره، فإن كان عندك شئ من الكبر فانزعة من قلبك و تب الي الله منة و من غيرة من المهلكات، فإنها سم قاتل مهلك، قبل ان يأتيك ملك الموت فجأه فيقبض روحك و تمضى الي تلك الحفره مرتهنا بعملك. و يروي ان مطرف بن عبدالله بن الشخير رأي المهلب و هو يتبختر فجبه خز فقال: يا عبدالله، هذة مشيه يبغضها الله و رسوله. فقال له المهلب: اما تعرفني؟ فقال: بلي اعرفك، اولك نطفه مذرة، و ءاخرك جيفه قذرة، و أنت بين هذا تحمل العذرة. فمضي المهلب و ترك مشيتة تلك.

وأما يوم القيامه ايها الأحبة، فقد و رد عن عذاب المتكبرين فذلك اليوم انهم يحشرون كأمثال الذر (أى النمل الأحمر الصغير) علي صور الرجال يطؤهم الناس بأقدامهم و لا يموتون و هذا بعد ان ذاقوا الموت فالدنيا. واعلم يا ابن ءادم، ان المتكبرين اقسام: قسم يتكبرون علي الله تعالى، فوصل بهم كبرهم الي الكفر، كما حصل للنمرود الذي ادعي الألوهيه و كفر بالله، فقتلة الله بمخلوق من اضعف مخلوقاتة هو البعوضة. و فرعون و هامان كبرهم حجبهم عن الإيمان بالله تعالي ربا و بموسي رسولا، ففرعون اللعين تكبر علي موسي و علي رب موسي فبقى علي الكفر، روى انه شاور و زيرة هامان بالإيمان بموسي فقال له هامان: بينما انت رب تعبد (بزعمه) اذ صرت عبدا تعبد؛ فاستمر علي كفرة و ضلالة و العياذ بالله. و كبر كفار قريش منعهم من الإيمان برسول الله محمد و بالقرءان اذ انهم عرفوا ان محمدا صلي الله عليه و سلم جاء بالحق و مع هذا ردوا دعوتة و عارضوة كى لا يقال عنهم تركوا ما كان علية ءابائهم و هم اسياد عندهم حينذاك و اتبعوا النبى الأمى بدعوي ان من اتبعة غالبهم من الفقراء و الضعفاء. و كبر ابليس جره الي الكفر، تكبرة علي ءادم و الحسد له كانا سببا لهلاكة ابد الآباد، قال عز و جل مخبرا عنة (قال انا خير منه خلقتنى من نار و خلقته من طين) سوره ص / 76.

ومن الكبر الكبر بالمال و هذا يجرى بين الملوك فخزائنهم، و بين الدهاقين (التجار الأغنياء الملاك للأراضي) فاراضيهم، و بين المتجملين فلباسهم، و خيولهم و مراكبهم. فيستحقر الغنى الفقير و يتكبر علية و يقول له: انت مكد و مسكين، و أنا لو اردت لاشتريت مثلك، و استعملت من هو فوقك، و من انت و ما معك، و أساس بيتى يساوى اكثر من كل ما لك، و أنفق فاليوم ما لا تأكلة فسنة.

ومن التكبر الكبر بالقوه و شده البطش، و التكبر بة علي اهل الضعف و التكبر بالعشيره و البنين و الأقارب و الغلمان و الأنصار. ومن التكبر التكبر بالحسب و النسب، و الرسول صلي الله علية و سلم يقول “من بطا بة عملة لم يسرع بة نسبه” رواة مسلم. فيتكبر بعض الناس فيري ان الناس له اموال و عبيد، و يأنف مخالطتهم و مجالستهم. و ثمرتة علي اللسان التفاخر بنسبة فيقول لغيره: من انت و من ابوك فأنا فلان بن فلان، و أين لمثلك ان يكلمنى او ان ينظر الى و مع مثلى تتكلم!

ومن التكبر التكبر بالجمال و يدعو هذا الي التنقيص و الثلب (التصريح بالعيب فيه) و الغيبة. و ذكر عيوب الناس، و يغفل المتكبر بجمالة و المتفاخر بة انه سيصير ترابا فالقبر، و أن جمالة كخضراء الدمن و كلون الأزهار فالبوادي، فبينما هو هنالك اذ صار هشيما تذروة الرياح، و كم من رائع محا الموت جمالة و صار فقبرة فحما اسود و حرق فقبرة و صارت رائحتة انتن من الجيفه المنتنة. *خضراء الدمن هى نبته خضراء تنبت علي المزابل الرسول و صفها بأنها خضراء لكنها تنبت علي المزابل.

فاحرصوا عباد الله علي تصفيه قلوبكم من ذلك الداء المفسد و الصفه المذمومة. و من كان علي ذلك الخلق الذميم فليداو نفسة الأماره بالسوء بخدمه الفقراء و المحتاجين من المسلمين و بترك التعالى عليهم و الالتزام بقبول الحق سواء كان صادرا من كبير او صغير، او امير. و ربما حثنا الله تعالي علي التواضع و الانكسار، و سيد المتواضعين محمد صلي الله علية و سلم علمنا بالحال و الموضوع كيف نتواضع لإخواننا و نتلطف معهم ابتغاء الأجر من الله، فاخفض جناحك لإخوانك و اقض حوائجهم و اخدمهم و تطاوع معهم فيما يرضى الله، فالمؤمن كالجمل الأنف و هو ذلك الذي يوضع فانفة حلقه اذا انقيد انقاد و إذا استنيخ علي صخره استناخ و لو كان الذي يقودة و لدا صغيرا. المؤمن يتطاوع مع اخوانة فيما يرضى الله مع الصغير و الكبير.

فقد روي اخوه الإيمان ما يحثنا علي التعلق بخدمه المسلمين انه ذات يوم اصاب الناس قحط و دخل الناس المسجد يصلون صلاه الاستسقاء و كان فالمسجد رجل صالح يراقب المصلين فرأي شخصا ضعيف البنيه صلي فزاويه المسجد و ما ان رفع يدية بالدعاء حتي نزل المطر، فلحقة و مشي خلفه، فلما دخل متجرا يبيعون فية العبيد دخل خلفة و سأل صاحب المحل عبدا يشترية فصار يرية الواحد تلو الآخر فقال له: ليس ذلك طلبي، فرد علية صاحب المتجر نفذ ما عندي، فقال ذلك الرجل الصالح: لكنى رأيت شخصا دخل الآن صفتة هكذا و كذا. فقال صاحب المحل ذلك لا ابيعة فإنة منذ شريتة و الله بارك لى فتجارتي، فأصر علية حتي اشتراة منه، و لما اخذة و مشي معة قال ذلك العبد لم اشتريتني؟ فأنا ضعيف و لا استطيع خدمتك، جسدى لا يساعدنى لا استطيع القيام بخدمتك. فقال له ذلك الرجل الصالح: انا اشتريتك لأخدمك. حينها رفع العبد الصالح يدية و قال: اللهم انه انكشف السر الذي بينى و بينك فاقبضنى اليك غير مفتون فما انتهي ذلك العبد الصالح من دعائة حتي ما ت رضى الله عنه. نعم فهذا الرجل عرف قيمه ذلك الشخص العبد و صلاحة فأراد خدمتة للة تبارك و تعالى.

الخدمة اخوه الإيمان، تعودك و تشجعك علي الانضمام لركب العاملين بالدعوه الي الله، بحسب ما تستطيع من و قت و مهارات. الخدمة ايها الأحبه تعلم كسر النفس و التواضع و التطاوع و الانكسار. الخدمة معشر المسلمين تجعل بينكم الإلفه و المحبه و التودد و الأنس و التراحم و التقارب. الخدمة تفيدك اخى المسلم لأجل ءاخرتك من الثواب. و روى ان رجلا كان ملعق القلب بخدمه اخوانة لوجة الله تعالي و لما كان فالغزو ذات يوم قام يخدم اخوانة بعدها قتل فارض المعركة، و لما قاموا بحمل قتلاهم و جدوة بين القتلى، و جدوة قتيلا و ربما حفر علي يدة “من اهل الجنة”. بالخدمه يا صاح يندفع فيها عن صاحبها الكسل و العديد من الأمراض. الخدمة تعينك علي التفكر ب:من انا؟! من انا بالنسبه لكبار الأتقياء؟ من انا بالنسبه لمن اشتهر بالتواضع كسيدنا احمد الرفاعي؟! الذي كان احيانا يظهر من بيتة ليقود العميان الي حيث يريدون، و كان رضى الله عنة يضرب بة المثل فالتواضع، حتي انه مره نزل صابئى – و الصابئه طائفه من الكفار – من شده ما كان تعب فطلب بقره له ضاعت ثلاثه ايام صار يدور يفتش عليها بعدها ارهقة التعب و الجوع فرمي جانبة فزاويه سيدنا احمد هذة الزاويه كانت مسافه و اسعه جدا جدا عليها سقف لكن مفتوحة، جاء سيدنا احمد – الله الهمة – فقال له: يا ذلك اراك رجلا غريبا تعبا. اتاة بالدقيق و الماء لأن ذلك الصنف من الكفار من شده بغضهم للمسلمين لا يأكلون خبزا خبزة مسلم قال له: اعجن ذلك الدقيق بعدها اخبزه، و هيا له اداه الخبز، بعدها بعد ان طعام و ارتاح و كل بة من يأخذة الي سفينتة التي يعبر فيها الي بلدتة – نهر دجله – ذلك الكافر و صل الي اهلة فسألوه: كيف كانت غيبتك هذه؟ فقص عليهم ما عاملة بة سيدنا احمد الرفاعى فقال: ذلك الدين الحق، فأسلم و أسلم اهلة و أسلم اناس ءاخرون من الكفار. كان معروفا رضى الله عنة بشده الشفقه علي خلق الله تعالى، فرحمة الله رحمة و اسعة و نفعنا الله بة و أمدنا بأمدادة و جزاة عن المسلمين خيرا. اعمل اخى و جد فعملك، اد الواجبات و اجتنب المحرمات و أكثر من النوافل و أكثر من خدمه المسلمين و لا تقل انا لست من الكمل فتقعد و تترك العمل بخدمه اخوانك بل كن خادما لإخوانك المسلمين و اعمل علي تفريج كرباتهم. قال علية الصلاه و السلام “لا تحقرن من المعروف شيئا و لو ان تلقي اخاك بوجه طلق”.

وإن لنا احبابنا كذلك فسيره الخلفاء الراشدين صورا مشرقه و نماذج طيبه فالتواضع و خفض الجناح و خدمة الفقراء و المحتاجين. و ها هو سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنة و هو خليفه فعهد خلافتة كان ذات يوم خرج لصلاه الجمعه لابسا ثياب يسن ان يلبسها المسلم يوم الجمعة، و هو فكيفية ذاهب الي المسجد نزل علية ماء من ميزاب العباس رضى الله عنة عم رسول الله، و كان ذبح له فرخان علي السطح و أسيل عليهما الماء فهذا الماء نزل علي ثوب سيدنا عمر، سيدنا عمر رجع الي المنزل و غسل ما اصابة من ذلك الماء، و لبس ثيابا اخري بعدها امر بإزاله ذلك الميزاب الذي انصب علية منة الماء الذي نزل عليه، فأزيل. فقال العباس رضى الله عنة “إن الرسول هو الذي نصب ذلك الميزاب”، فقال سيدنا عمر “يعاد الي ما كان عليه”، بعدها جاء سيدنا عمر فقال للعباس “اركب علي كتفى و انصبة انت”، الح علية عزم علية و هو امير المؤمنين جلس له، فالعباس ركب علي كتفية فأعاد هذا الميزاب كما كان، الصحابه الأكابر كلهم كانوا متواضعين و لكن بعض الصحابه الذين اسلموا بعد الفتح ما كانوا بتلك الصفه التي كان عليها اولئك الأكابر، لذلك خاطبهم رسول الله صلي الله علية و سلم “إنكم لتغفلون عن اروع العباده التواضع”، و يعنى امثالهم ايضا. و معنى” اروع العباده التواضع” ان التواضع من اروع الحسنات ليس معناة انه اروع الحسنات علي الإطلاق انما اروع الحسنات علي الإطلاق الإيمان بالله و رسولة صلي الله علية و سلم.

أخى المسلم ، عود نفسك علي التواضع و علي قبول الحق كائنا من كان قائله، و إياك و التكبر علي عباد الله فإن التكبر داء مفسد خطير و صاحبة لهواة اسير. نسأل الله تعالي ان يجعلنا من المقتدين بسيدنا محمد صلي الله علية و سلم و بأصحابة الأعلام و بمن تبعهم بإحسان. اللهم ارزقنا التواضع و التطاوع مع اخواننا المؤمنين، اللهم يسر لنا العمل فخدمه المسلمين.

 

 

  • دروس مكتوبة


دروس مكتوبة