لا حول و لا قوة الا بالله

فضائل هذة المقولة الدينية  , لا حول و لا قوه الا بالله

 

 

تعرف على اهم الفضائل الديننية لهذة المقوزلة المميزه جدا جدا و التي ينصح فيها كل المشايخ ،



أيها الأحبة: حديثنا اليوم حديث عن ذكر رائع جليل، قليل المبنى، عظيم المعنى، فية من التوحيد و الإجلال و التوقير للرب المتعال، و فية من التوكل و الاستعانه بالله سبحانة و بحمدة ما يريح البال، و يغير الأحوال.


إنها كلمة؛ لكنها من تحت العرش! و غرس و باب؛ لكن من غراس الجنه ابوابها! و هى كنز؛ لكنها من كنوز الجنة! انها: لا حول و لا قوه الا بالله.


لا حول و لا قوه الا بالله، هذة الكلمه و ذلكم الذكر العظيم الذي اوصي بة النبى -صلي الله علية و سلم- اكثر من خمسه من اصحابة فاحاديث متفرقة، و حثهم علي الإكثار منه، فعن ابى موسي الأشعرى -رضى الله عنه- لما غزا رسول الله -صلي الله علية و سلم- خيبر، او قال: لما توجة رسول الله -صلي الله علية و سلم-، اشرف الناس علي و اد، فرفعوا اصواتهم بالتكبير: الله اكبر! الله اكبر! لا الة الا الله! فقال رسول الله -صلي الله علية و سلم-: “اربعوا علي انفسكم! انكم لا تدعون اصم و لا غائبا، انكم تدعون سميعا قريبا، و هو معكم”. و أنا خلف دابه رسول الله -صلي الله علية و سلم-، فسمعنى و أنا اقول: لا حول و لا قوه الا بالله! فقال لي: “يا عبدالله بن قيس”. قلت: لبيك يا رسول الله، قال: “ألا ادلك علي كلمه من كنز من كنوز الجنة؟”. قلت: بلي يا رسول الله! فداك ابى و أمي! قال: “لا حول و لا قوه الا بالله” رواة البخارى و مسلم.


وعن حازم بن حرمله قال: مررت برسول الله -صلي الله علية و سلم-، فدعانى فقال: “ألا ادلك علي كنز من كنوز الجنة؟: لا حول و لا قوه الا بالله” رواة ابن ما جة، و صححة الألباني.


وهذا صحابى ثالث يوصية النبى بالإكثار من لا حول و لا قوه الا بالله، فعن قيس بن سعد بن عباده -رضى الله عنه- ان اباة دفعة الي النبى -صلي الله علية و سلم- يخدمة قال: فمر بى النبى -صلي الله علية و سلم- و ربما صليت، فضربنى برجلة و قال: “ألا ادلك علي باب من ابواب الجنة؟” قلت: بلى. قال: “لا حول و لا قوه الا بالله” اخرجة الترمذى و أحمد و إسنادة حسن.


وعن ابى ذر الغفارى قال: “أمرنى خليلى رسول الله –صلي الله علية و علي الة و سلم– بسبع: امرنى بحب المساكين و الدنو منهم. و أمرنى ان انظر الي من هو دونى و لا انظر الي من هو فوقي, و أمرنى ان اصل الرحم و إن ادبرت، و أمرنى الا اسأل احدا شيئا، و أمرنى ان اقول بالحق و إن كان مرا، و أمرنى الا اخاف فالله لومه لائم، و أمرنى ان اكثر من: لا حول و لا قوه الا بالله؛ فإنهن من كنز تحت العرش” رواة الحاكم و إسنادة صحيح.


قال الإمام النووى -رحمة الله-: قال العلماء: اسباب هذا انها كلمة استسلام و تفويض الي الله تعالى، و اعتراف بالإذعان له، و أنة لا صانع غيره، و لا راد لأمره، و أن العبد لا يملك شيئا من الأمر، و معني الكنز هنا: انة ثواب مدخر فالجنة، و هو ثواب نفيس، كما ان الكنز انفس اموالكم. و قال ايضا: هى كلمه استسلام و تفويض، و أن العبد لا يملك من امرة شيئا، و ليس له حيله فدفع شر، و لا قوه فجلب خير، الا بإراده الله تعالى.


وقال الإمام ابن القيم -رحمة الله-:” لما كان الكنز هو المال النفيس المجتمع الذي يخفي علي اكثر الناس، و كان ذلك شأن هذة الكلمة، كانت كنزا من كنوز الجنة، فأوتيها النبى -صلي الله علية و سلم- من كنز تحت العرش، و كان قائلها اسلم و استسلم لمن ازمه الأمور بيديه، و فوض امرة اليه”.


أيها الإخوة: لا حول و لا قوه الا بالله، معناها كما جاء فحديث صححة بعضهم: “لا تحول عن معصيه الله الا بعصمه الله، و لا قوه علي طاعه الله الا بعون الله”.


وقال ابن رجب -رحمة الله- فإن المعنى: لا تحول للعبد من حال الي حال، و لا قوه له علي هذا الا بالله، و هذة كلمه عظيمه و هى كنز من كنوز الجنة.


لا حول و لا قوه الا بالله: كلمه استعانه و توكل؛ و لذلك نجد الشرع اوصي بذكرها فمواضع الاستعانه بالله -سبحانة و تعالى-، فعندما تهم بأداء الصلاه و تسمع النداء لها بــــ: حي علي الصلاة، حى علي الفلاح، و تريد ان يعينك تقول: لا حول و لا قوه الا بالله.


وهنا يبشرنا الرسول -صلي الله علية و سلم- ببشري عظيمة، قال: “إذا قال المؤذن: الله اكبر فقال احدكم: الله اكبر الله اكبر. بعدها قال: اشهد ان لا الة الا الله. قال: اشهد ان لا الة الا الله. بعدها قال: اشهد ان محمدا رسول الله. قال: اشهد ان محمدا رسول الله. بعدها قال: حى علي الصلاة. قال: لا حول و لا قوه الا بالله. بعدها قال: حى علي الفلاح. قال: لا حول و لا قوه الا بالله. بعدها قال: الله اكبر الله اكبر. قال: الله اكبر الله اكبر. بعدها قال: لا الة الا الله. قال: لا الة الا الله، من قلبه، دخل الجنة” رواة مسلم.


أحبتي: اذا خرج الرجل من بيتة فهو مدعو للاستعانه بالله، و لـــ لا حول و لا قوه الا بالله تأثير فحفظ المسلم عجيب، فعن انس بن مالك -رضى الله عنه-، عن النبى -صلي الله علية و سلم-: “إذا خرج الرجل من بيتة فقال: بسم الله، توكلت علي الله، لا حول و لا قوه الا بالله”. قال: يقال حينئذ: هديت و وقيت و كفيت، فتتنحي له الشياطين، فيقول شيطان اخر: كيف لك برجل ربما هدى و كفى و وقي؟ رواة ابو داود و اللفظ له و الترمذى و صححة الألباني.


وهذة الكلمه العظيمة، لا حول و لا قوه الا بالله، مع جمله من الأذكار، ذكرها اسباب فقبول الدعاء، و قبول صلاة الليل، فعن عباده بن الصامت -رضى الله عنه-، عن النبى -صلي الله علية و سلم- قال: “من تعار من الليل فقال: لا الة الا الله و حدة لا شريك له ، له الملك و له الحمد، و هو علي جميع شيء قدير، الحمد لله، و سبحان الله، و لا الة الا الله، و الله اكبر، و لا حول و لا قوه الا بالله، بعدها قال: اللهم اغفر لي، او دعا، استجيب له، فإن توضا و صلي قبلت صلاته” رواة البخاري.


ثم ان هذة الكلمه اسباب فمغفره الذنوب و إن كانت كثيرة، فعن عبدالله بن عمرو قال: قال رسول الله -صلي الله علية و سلم-: “ما علي الأرض احد يقول: لا الة الا الله، و الله اكبر، و لا حول و لا قوه الا بالله، الا كفرت عنة خطاياة و لو كانت كزبد البحر” رواة الترمذى و حسنة هو و الألباني.


“لا حول و لا قوة الا بالله”، ايها الإخوة، من الباقيات الصالحات التي قال الله -سبحانه- عنها: (المال و البنون زينة الحياة الدنيا و الباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا و خير املا) [الكهف:46]، فعن ابى سعيد الخدري -رضى الله عنه- قال: “استكثروا من الباقيات الصالحات”، قيل: و ما هي يا رسول الله؟ قال: “التكبير، و التهليل، و التسبيح، و التحميد، و لا حول و لا قوة الا بالله”. و معنى: استكثروا من الباقيات الصالحات، اي من العبارات التي تبقى لصاحبها من حيث الجزاء.


قال ابن القيم -رحمة الله-: هذة الكلمه -يعني: لا حول و لا قوه الا بالله- لها تأثير عجيب فمعاناه الأشغال الصعبة، و تحمل المشاق، و الدخول علي الملوك و من يخاف، و ركوب الأهوال، و لها كذلك تأثير عجيب فدفع الفقر.


وبين -رحمة الله- فزاد المعاد: ان لهذة الكلمه تأثيرا قويا فدفع داء الهم و الغم و الحزن؛ لما بها من كمال التفويض و التبرى من الحول و القوه الا به، و تسليم الأمر كلة له، و عدم منازعتة فشيء منه، و عموم هذا لكل تحول من حال الي حال فالعالم العلوى و السفلى و القوه علي هذا التحول، و أن هذا بالله و حده… و لها تأثير عجيب فطرد الشيطان.


وقال شيخ الإسلام -رحمة الله-: هذة الكلمه فيها تحمل الأثقال، و تكابد الأهوال، و ينال رفيع الأحوال.


قال ابن القيم: و سمعت شيخ الإسلام ابن تيميه يذكر اثرا فهذا الباب، يقول: ان الملائكه لما امروا بحمل العرش استعظموا ذلك، فقال الله لهم: قولوا: لا حول و لا قوه الا بالله، فلما قالوها حملوه. و لقد لمست اثرها شخصيا فعديد من المواقف فعملى و حياتى الخاصة.


وقال شيخ الإسلام: هذة الكلمه كلمه استعانة، لا كلمه استرجاع، و كثير من الناس يقولها عند المصائب بمنزله الاسترجاع، و يقولها جزعا لا صبرا.


وقال شيخنا ابن عثيمين -رحمة الله-: و ليست هذة الكلمه كلمه استرجاع كما يفعلة كثير من الناس اذا قيل له: حصلت المصيبه الفلانية، قال: لا حول و لا قوه الا بالله، و لكن كلمه الاسترجاع ان يقول: انا للة و إنا الية راجعون؛ اما هذة الكلمه فهى كلمه استعانة، اذا اردت ان يعينك الله علي شيء فقل: لا حول و لا قوه الا بالله.


أيها الأحبة: فلنكثر من ذلك الذكر العظيم: لا حول و لا قوه الا بالله، و معناها: لا تحول للعبد من حال الي حال , و لا قوه له علي هذا الا بالله، فلا تحول للعبد من الذل الي العزه الا بالله، و لا تحول من المعصيه الي الطاعه الا بالله، و لا تحول من المرض الي الشفاء الا بالله، و لا تحول من الفقر الي الغني الا بالله، و لا تحول من العزوبه الي الزواج الا بالله، و لا تحول من الفشل الي النجاح الا بالله، و لا تحول من الهزيمه الي النصر الا بالله، و لا قوه الا بالله.


أي: و لا يعينك علي جميع هذة التحولات الا الله، فإن اعياك الذل لغير الله فأكثر من قول لا حول و لا قوه الا بالله, و اضمر ذلك المعني فقلبك خاصه خلال التلفظ به، و احرص علي تواطؤ قلبك مع لسانك، و الله المستعان, و علية التكلان, و لا حول و لا قوه الا بالله.


لا حول و لا قوة الا بالله