محاضرات مكتوبة

اهم و اصعب المقالات فالدراسة , محاضرات مكتوبة

 

مجموعة متميزه جدا جدا و مختارة من اروع ما يصبح على الاطلاق ، و التي تساعدك ففهم الدروس ،

 



 

 

: تعريف المحبه و حدها:


قال ابن القيم رحمة الله: “لا تحد المحبة بحد اوضح منها؛ فالحدود لا تزيدها الا خفاء، و جفاء، فحدها و جودها، و لا توصف المحبه بوصف اظهر من المحبة.

وإنما يتكلم الناس فاسبابها، و موجباتها، و علاماتها، و شواهدها، و ثمراتها، و أحكامها؛ فحدودهم، و رسومهم دارت علي هذة الستة، و تنوعت بهم العبارات، و كثرت الإشارات بحسب ادراك الشخص، و مقامه، و حاله، و ملكه للعباره ” [مدارج السالكين 3 /11].

ثانيا: نوعيات المحبه و أحكامها:


تنقسم المحبه الي محبه خاصة، و محبه مشتركة.


والمحبه الخاصه تنقسم الي محبه شرعية، و محبه محرمة.

فالمحبه الشرعيه اقسام:


1- محبه الله و حكمها انها من اوجب الواجبات و هذا لأن محبتة سبحانة هى اصل دين الإسلام فبكمالها يكمل الإيمان. و بنقصها ينقص التوحيد و دليل هذا قوله: ﴿ قل ان كان اباؤكم و أبناؤكم و إخوانكم و أزواجكم و عشيرتكم و أموال اقترفتموها و تجارة تخشون كسادها و مساكن ترضونها احب اليكم من الله و رسوله و جهاد في سبيله فتربصوا حتي يأتي الله بأمره و الله لا يهدى القوم الفاسقين ﴾ [التوبة: 24] و غيرها من الأدله فالقرآن و السنة.

وهى تتمثل فايثار ما احبة الله من عبدة و أرادة علي ما يحبة العبد و يريدة فيحب ما احب الله و يبغض ما يبغضة الله، و يوالى و يعادى فيه، و يلتزم بشريعتة و الأسباب الجالبه لها كثيرة.

2- محبه الرسول صلي الله علية و سلم و هى كذلك و اجبه من و اجبات الدين، بل لا يحصل كمال الإيمان حتي يحب المرء رسول الله اكثر من نفسة كما فالحديث: ” لا يؤمن احدكم حتي اكون احب اليه من و لده و والده و الناس اجمعين ” [مسلم].

وحديث عبدالله بن هشام قال: كنا مع النبي صلي الله علية و سلم و هو اخذ بيد عمر بن الخطاب فقال له عمر يا رسول الله لأنت احب الي من كل شيء الا من نفسى فقال النبي صلي الله علية و سلم: “لا و الذي نفسى بيده حتي اكون احب اليك من نفسك فقال له عمر فإنه الآن و الله لأنت احب الي من نفسي، فقال النبي صلي الله علية و سلم: “الآن يا عمر” [البخاري] و هذة المحبه تابعه لمحبه الله تعالي و تتمثل فمتابعتة صلي الله علية و سلم و تقديم قولة علي قول غيره.

3- محبه الأنبياء و المؤمنين و حكمها و اجبه لأن محبه الله تعالي تستلزم محبه اهل طاعته وهؤلاء هم الأنبياء و الصالحون و دليلة قولة علية السلام ” من احب فالله ” اي احب اهل الإيمان بالله و طاعتة من اجل ذلك، و لا يكتمل الإيمان كذلك الا بذلك و لو كثرت صلاه الشخص و صيامه، كما قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه: (لقد رأيتنا فعهد رسول الله صلي الله علية و سلم و ما منا احد يري انه احق بدينارة و درهمة من اخية المسلم).

والمحبه المحرمة:


• منها ما هو شرك: و هو ان تحب من دون الله شيئا كما يحب الله تعالي فهو ربما اتخذ ندا و ذلك شرك المحبه و أكثر اهل الأرض ربما اتخذوا اندادا فالحب و التعظيم.

• و منها ما هو محرم دون الشرك: و هذا بأن يحب اهلة او ما له او عشيرتة و تجارتة و مسكنة فيؤثرها او بعضها علي فعل ما اوجبة الله علية من الأعمال كالهجره و الجهاد و نحو هذا و دليلة قولة تعالى: ﴿ قل ان كان اباؤكم و أبناؤكم و إخوانكم و أزواجكم و عشيرتكم و أموال اقترفتموها و تجارة تخشون كسادها و مساكن ترضونها احب اليكم من الله و رسوله و جهاد في سبيله فتربصوا حتي يأتي الله بأمره و الله لا يهدى القوم الفاسقين ﴾ [التوبة: 24].

المحبه المشتركة: فهى ثلاثه نوعيات:


أحدها: طبيعيه كمحبه الجائع للطعام، و الظمآن للماء و هذة لا تستلزم التعظيم فهى مباحة.


الثاني: محبه رحمه و شفقه كمحبه الوالد لولدة الطفل و هذة كذلك لا تستلزم التعظيم و لا اشكال فيها.


الثالث: محبه انس و ألف كمحبه المشتركين فصناعه او علم او مرافقه او تجاره او سفر لبعضهم بعضا فهذة الأنواع التي تصلح للخلق بعضهم بعضا، و كمحبه الأخوه بعضهم لبعض و وجودها فيهم لا يصبح شركا فمحبه الله تعالى.


• • •

حقيقه محبه النبى صلي الله علية و سلم و معناها:


اختلفت كلمات العلماء فبيان حقيقه محبه النبى صلي الله علية و سلم و تفسيرها:


فقال بعضهم: محبتة صلي الله علية و سلم اتباعه.


وقال بعضهم: محبه الرسول صلي الله علية و سلم اعتقاد نصرته، و الذب عن سنته، و الانقياد لها، و هيبه مخالفته.


وقال بعضهم: المحبه دوام الذكر للمحبوب.


وقال اخر: المحبه ايثار المحبوب.


وقيل: المحبه الشوق الي المحبوب.

قال القاضى عياض: “أكثر الكلمات المتقدمه اشاره الي ثمرات المحبه دون حقيقتها، و حقيقه المحبة: الميل الي ما يوافق الإنسان” [الشفا 2/29].

وهذة الموافقه اما ان تكون للاستلذاذ بإداركه، كحب الصور الجميلة، و إما ان تكون للاستلذاذ العقلي، كحب الصالحين و العلماء، و إما ان تكون من جهه الإحسان و الإنعام.

(وهذة المعانى كلها موجوده فالنبى صلي الله علية و سلم لما جمع من جمال الظاهر و الباطن، و كمال اثناء الجلال، و أنواع الفضائل، و إحسانة الي كل المسلمين بهدايتة اياهم الي الصراط المستقيم، و دوام النعم و الإبعاد عن الجحيم) [انظر: شرح صحيح مسلم للنووى (2/ 14).].

فضل محبه النبى صلي الله علية و سلم و ثوابها:


1 – قال الله تعالى: ﴿ و من يطع الله و الرسول فأولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن اولئك رفيقا ﴾ [النساء: 69].

عن عائشه رضى الله عنها قالت: جاء رجل الي النبى صلي الله علية و سلم فقال: يا رسول الله، انك لأحب الي من نفسي، و أحب الي من اهلي، و أحب الي من و لدي، و إنى لأكون فالبيت فأذكرك فما اصبر حتي اتيك فأنظر اليك، و إذا ذكرت موتى و موتك عرفت انك اذا دخلت الجنه رفعت مع النبيين، و إن دخلت الجنه خشيت ان لا اراك، فلم يرد علية النبي صلي الله علية و سلم حتي نزلت علية ﴿ و من يطع الله و الرسول ﴾ [النساء: 69] الآية.[عزاة ابن كثير فالتفسير (2/ 310 – 311) الي ابن مردوية فتفسيره، و الحافظ ابى عبدالله المقدسى فصفه الجنة، و نقل عنة انه قال: “لا اري بإسنادة بأسا”. و ربما اخرج نحوة الطبرى فتفسيرة (8/534 – 535) مرسلا عن سعيد بن جبير و مسروق و قتاده و السدى و الربيع بن انس، قال ابن كثير (2/310) عن مرسل الربيع: “هو من احسنها سندا”].

2- و عن انس بن ما لك ان رجلا سأل النبى صلي الله علية و سلم عن الساعه فقال: متي الساعة؟ قال: “وماذا اعددت لها؟ ” قال: لا شيء الا انى احب الله و رسولة صلي الله علية و سلم فقال: ” انت مع من احببت” قال انس: فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبى صلي الله علية و سلم: ” انت مع من احببت ” قال انس: فأنا احب النبى صلي الله علية و سلم و أبا بكر و عمر، و أرجو ان اكون معهم بحبى اياهم، و إن لم اعمل بمثل اعمالهم)[ اخرجة البخارى فالمناقب (3688)، و مسلم فالبر و الصله (2639)، و الترمذى فالزهد (2385)، و أبو داود فالأدب (5127).].

قال النووى رحمة الله: “فية فضل حب الله و رسولة صلي الله علية و سلم و الصالحين و أهل الخير، الأحياء و الأموات، و من فضل محبه الله و رسولة امتثال امرهما و تجنب نهيهما، و التأدب بالآداب الشرعية، و لا يشترط فالانتفاع بمحبه الصالحين ان يعمل عملهم؛ اذ لو عملة لكان منهم و مثلهم”[شرح صحيح مسلم (16/186).].

3- و جاء رجل الي رسول الله صلي الله علية و سلم فقال: يا رسول الله، كيف تقول فرجل احب قوما و لم يلحق بهم، فقال رسول الله صلي الله علية و سلم: ” المرء مع من احب” [أخرجة البخارى (6169، 6170)، و مسلم (2641) من حديث عبدالله بن مسعود و من حديث ابى موسى، و أخرجة احمد (17625)، و الترمذى (2387) من حديث صفوان بن عسال، و قال الترمذي: “حسن صحيح” ].

قال المباركفورى رحمة الله: “يعنى من احب قوما بالإخلاص يصبح من زمرتهم و إن لم يعمل عملهم لثبوت التقارب بين قلوبهم، و قد تؤدى تلك المحبه الي موافقتهم” [تحفه الأحوذى (7/53).].

وقال ابن تيميه رحمة الله: “هذا الحديث حق، فإن كون المحب مع المحبوب امر فطري، لا يصبح غير ذلك، و كونة معة هو علي محبتة اياه، فإن كانت المحبه متوسطه او قريبه من هذا كان معة بحسب ذلك، و إن كانت المحبه كامله كان معة كذلك، و المحبه الكامله تجب معها الموافقه للمحبوب فمحابة اذا كان المحب قادرا عليها، فحيث تخلفت الموافقه مع القدره يصبح ربما نقص من المحبه بقدر ذلك، و إن كانت موجودة، و حب الشيء و إرادتة يستلزم بغض ضدة و كراهتة مع العلم بالتضاد، و لهذا قال تعالى: ﴿ لا تجد قوما يؤمنون بالله و اليوم الآخر يوادون من حاد الله و رسوله ﴾ [المجادلة: 22]، و المواده من اعمال القلوب؛ فإن الإيمان بالله يستلزم مودتة و موده رسوله، و هذا يناقض مواده من حاد الله و رسوله) [مجموع الفتاوي (10/ 752 – 753).].

لزوم محبه النبى صلي الله علية و سلم و وجوبها:


قال ابن قدامه المقدسى رحمة الله: “واعلم ان الأمه مجمعه علي ان الحب للة و لرسولة فرض”[مختصر منهاج القاصدين (ص338).].

وقال ابن تيميه رحمة الله: (محبه الله و رسولة من اعظم و اجبات الإيمان و أكبر اصولة و أجل قواعدة ; بل هى اصل جميع عمل من اعمال الإيمان و الدين كما ان التصديق بة اصل جميع قول من اقوال الإيمان و الدين ; فإن جميع حركه فالوجود انما تصدر عن محبة: اما عن محبه محموده او عن محبه مذمومة). [التحفه العراقيه (ص57).].

ومما يدل علي ذلك الكلام:


1 – قولة تعالى: ﴿ قل ان كان اباؤكم و أبناؤكم و إخوانكم و أزواجكم و عشيرتكم و أموال اقترفتموها و تجارة تخشون كسادها و مساكن ترضونها احب اليكم من الله و رسوله و جهاد في سبيله فتربصوا حتي يأتي الله بأمره و الله لا يهدى القوم الفاسقين ﴾ [التوبة: 24].

قال القرطبى رحمة الله: “فى الآيه دليل علي و جوب حب الله و رسوله، و لا خلاف فذلك بين الأمة، و أن هذا مقدم علي جميع محبوب”[الجامع لأحكام القرآن (8/ 95).].

قال القاضى عياض رحمة الله مفسرا هذة الآية: “كفي فيها حضا و تنبيها و دلاله و حجه علي الزام محبته، و وجوب فرضها، و عظم خطرها، و استحقاقة لها صلي الله علية و سلم، اذ قرع تعالي من كان ما له و أهلة و ولدة احب الية من الله و رسوله، و أوعدهم بقوله: ﴿ فتربصوا حتي يأتي الله بأمره ﴾ [التوبة: 24]، بعدها فسقهم بتمام الآية، و أعلمهم انهم ممن ضل و لم يهدة الله” [الشفا بتعريف حقوق المصطفي (2/18).].

2- و عن انس رضى الله عنة قال: قال النبى صلي الله علية و سلم: ” لا يؤمن احدكم حتي اكون احب الية من و الدة و ولدة و الناس اجمعين” [أخرجة البخارى فالإيمان (15)، و مسلم فالإيمان (44)].

قال ابن حجر رحمة الله: “من علامه الحب المذكور ان يعرض علي المرء ان لو خير بين فقد غرض من اغراضه، او فقد رؤيه النبى صلي الله علية و سلم ان لو كانت ممكنة، فإن كان فقدها ان لو كانت ممكنة اشد علية من فقد شيء من اغراضة فقد اتصف بالأحبيه المذكورة، و من لا فلا، و ليس هذا محصورا فالوجود و الفقد، بل يأتى مثلة فنصره سنتة و الذب عن شريعتة و قمع مخالفيها، و يدخل فية باب الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر”[فتح البارى (1/59).].

3- و عن ابى هريره رضى الله عنة ان رسول الله صلي الله علية و سلم قال: ” فو الذي نفسى بيدة لا يؤمن احدكم حتي اكون احب الية من و الدة و ولده” [خرجة البخارى فالإيمان (14)، و النسائي فالإيمان و شجميلة (5015).].

قال الحافظ ابن حجر رحمة الله: “والمراد بالمحبه هنا حب الاختيار لا حب الطبع، قالة الخطابي”[فتح البارى (1/59).].

4- و عن عبدالله بن هشام قال: كنا مع النبى صلي الله علية و سلم و هو اخذ بيد عمر بن الخطاب، فقال له عمر: يا رسول الله، لأنت احب الي من جميع شيء الا من نفسي، فقال النبى صلي الله علية و سلم: ” لا، و الذي نفسى بيده؛ حتي اكون احب اليك من نفسك” فقال له عمر: فإنة الآن – و الله – لأنت احب الي من نفسي، فقال النبى صلي الله علية و سلم:” الآن يا عمر”[ اخرجة البخارى فالأيمان و النذور (6632)، و أحمد (17586، 18482، 21997)].

قال الحافظ ابن حجر: (قوله: ” لا، و الذي نفسى بيده؛ حتي اكون احب اليك من نفسك” اي: لا يكفى هذا لبلوغ الرتبه العليا حتي يضاف الية ما ذكر)[فتح البارى (11/528).].

وقال ايضا: (جواب عمر اولا كان بحسب الطبع، بعدها تأمل فعرف بالاستدلال ان النبى صلي الله علية و سلم احب الية من نفسه، لكونة الاسباب =فنجاتها من المهلكات فالدنيا و الآخرة، فأخبر بما اقتضاة الاختيار، و لذا حصل الجواب بقوله: ” الآن يا عمر” اي: الآن عرفت فنطقت بما يجب) [فتح البارى (11/528)].

علامات محبه النبى صلي الله علية و سلم و مقتضياتها:


1 – قال تعالى: ﴿ قل ان كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ﴾ [آل عمران: 31].

قال جعفر بن محمد: (أى ليس الطريق الي محبه الله الا اتباع حبيبه، و لا يتوصل الي الحبيب بشيء اقوى من متابعه حبيبه، هذا رضاه) [أخرجة البيهقى فالشعب (2/184)].

قال ابن تيمية: (جعل محبتهم للة موجبه لمتابعه رسوله، و جعل متابعه رسولة صلي الله علية و سلم موجبه لمحبه الله لهم) [التحفه العراقيه (ص 85)].

وقال: (فاتباع سنه رسول الله صلي الله علية و سلم و شريعتة باطنا و ظاهرا هى موجب محبه الله، كما ان الجهاد فسبيلة و موالاه اوليائة و معاداه اعدائة هو حقيقتها… و كثير ممن يدعى المحبه هو ابعد الناس من غيرة عن اتباع السنة، و عن الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر، و الجهاد فسبيل الله) [التحفه العراقيه (ص 91)].

وقال القاضى عياض: (فمن اتصف بهذة الصفه – يعني: الاقتداء بالنبى صلي الله علية و سلم – فهو كامل المحبه للة و رسوله، و من خالفها فبعض هذة الأمور فهو ناقص المحبه و لا يظهر عن اسمها، و دليلة قولة صلي الله علية و سلم للذى حدة فالخمر فلعنة بعضهم و قال: ما اكثر ما يؤتي به!! فقال النبى صلي الله علية و سلم: ” لا تلعنة فإنة يحب الله و رسوله”) [الشفا (2/25)].

2 – و قال الله تعالى: ﴿ لا تجد قوما يؤمنون بالله و اليوم الآخر يوادون من حاد الله و رسوله و لو كانوا اباءهم او ابناءهم او اخوانهم او عشيرتهم اولئك كتب في قلوبهم الإيمان و أيدهم بروح منه و يدخلهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين بها رضي الله عنهم و رضوا عنه اولئك حزب الله الا ان حزب الله هم المفلحون ﴾ [المجادلة: 22].

قال القاضى عياض: (وهؤلاء اصحابة صلي الله علية و سلم ربما قتلوا احباءهم و قاتلوا اباءهم و أبناءهم فمرضاتة صلي الله علية و سلم و قال له عبدالله بن عبدالله بن ابي: لو شئت لأتيتك برأسه، يعنى اباه) [الشفا (2/27 – 28)].

وقال ابن تيمية: (ما من مؤمن الا و هو يجد فقلبة للرسول من المحبه ما لا يجد لغيره، حتي انه اذا سمع محبوبا له من اقاربة و أصدقائة يسب الرسول هان علية عداوتة و مهاجرتة بل و قتلة لحب الرسول، و إن لم يفعل هذا لم يكن مؤمنا) [منهاج السنه (5/401)].

3 – و عن ابن عباس – رضى الله عنهما – مرفوعا: ” احبوا الله لما يغذوكم من نعمه، و أحبونى بحب الله، و أحبوا اهل بيتى بحبى ” [أخرجة الترمذى فالمناقب (3789)، و الطبرانى فالكبير (3/46)، و البيهقى فالشعب (2/130)، و قال الترمذي: “حديث حسن غريب”، و صححة الحاكم (3/150)، و وافقة الذهبي. و فاسنادة عبدالله بن سليمان النوفلى قال الذهبى فالميزان (4/ 112 – 113): “فية جهالة، ما حدث عنة سوي هشام بن يوسف”، و قال عنة الحافظ فالتقريب: “مقبول”، و لذلك ضعفة الشيخ الألباني. انظر: تخريج فقة السيره (ص 23).].

قال ابن تيمية: (ليس للخلق محبه اعظم و لا اكمل و لا اتم من محبه المؤمنين لربهم، و ليس فالوجود ما يستحق ان يحب لذاتة من جميع و جة الا الله تعالى، و جميع ما يحب سواة فمحبتة تبع لحبه، فإن الرسول صلي الله علية و سلم انما يحب لأجل الله و يطاع لأجل الله و يتبع لأجل الله) [مجموع الفتاوي (10/ 649)].

4- و عن عبدالله بن مغفل المزنى رضى الله عنة قال: قال رسول الله صلي الله علية و سلم: ” الله الله فاصاحبي، الله الله فاصحابي، لا تتخذوهم غرضا من بعدي، فمن احبهم فبحبى احبهم، و من ابغضهم فببغضى ابغضهم، و من اذاهم فقد اذاني، و من اذانى فقد اذي الله، و من اذي الله يوشك ان يأخذه))[ اخرجة احمد (20026، 20055)، و الترمذى فالمناقب (3862)، و الاثناء فالسنه (3/514)، و البيهقى فالشعب (2/191)، و قال الترمذي: “حديث غريب”، و فاسنادة عبدالرحمن بن زياد، و قيل: عبدالله بن عبدالرحمن، قال البخاري: “فية نظر”، و قال الذهبى فالميزان (4/135): “لا يعرف له عن عبدالله بن مغفل”، و قال ابن حجر فالتقريب: “مقبول”، و الحديث فضعيف سنن الترمذي.].

قال المباركفوري: (” الله، الله” بالنصب فيهما، اي: اتقوا الله بعدها اتقوا الله، ” فاصحابى ” اي: فحقهم، و المعنى: لا تنقصوا من حقهم و لا تسبوهم، او التقدير: اذكركم الله بعدها انشدكم الله فحق اصحابى و تعظيمهم و توقيرهم… ” لا تتخذوهم غرضا ” اي: هدفا، ترموهم بقبيح الكلام كما يرمي الهدف بالسهم ” فبحبى احبهم” اي: بسبب حبة اياى احبهم، او بسبب حبى اياهم احبهم ” و من ابغضهم فببغضى ابغضهم” اي: انما ابغضهم بسبب بغضة اياي) [تحفه الأحوذى (10/ 247)].

وقال البيهقي: (ويدخل فجمله حب النبى صلي الله علية و سلم حب اصحابة لأن الله عز و جل اثني عليهم و مدحهم… و إذا ظهر ان حب الصحابه من الإيمان فحبهم ان يعتقد فضائلهم، و يعترف لهم بها، و يعرف لكل ذى حق منهم حقه، و لكل ذى غني فالإسلام منهم غناه، و لكل ذى منزله عند الرسول صلي الله علية و سلم منزلته، و ينشر محاسنهم، و يدعو بالخير لهم، و يقتدى بما جاء فابواب الدين عنهم، و لا يتبع زلاتهم و هفواتهم… و يسكت عما لا تقع ضروره الي الخوض فية مما كان بينهم)[شعب الإيمان (2/189، 192)].

5 – و عن عبدالله بن مسعود رضى الله عنة ان النبى صلي الله علية و سلم قال: ” من سرة ان يحب الله و رسولة فليقرا فالمصحف” [أخرجة ابن شاهين فالترغيب ففضائل الأعمال (190)، و ابن عدى فالكامل (2/449)، و أبو نعيم فالحليه (7/209)، و البيهقى فالشعب (2/408)، فيه: ابو سهل الحر بن ما لك عن شعبة. قال ابو حاتم فيه: “صدوق لا بأس به”، و قال فية البزار “لم يكن بة بأس”، و قال ابن حجر عنة فالتقريب: “صدوق”.].

قال المناوي: (” من سرة ان يحب الله و رسوله” اي: من سرة ان يزداد من محبه الله و رسولة ” فليقرا ” القرآن نظرا ” فالمصحف “) [فيض القدير (6/150)].

6 – و عن ابى هريره رضى الله عنة قال: قال رسول الله صلي الله علية و سلم:” من اشد امتى لى حبا ناس يكونون بعدى يود احدهم لو رآنى بأهلة و ما له ” [أخرجة مسلم فكتاب الجنه (2832).].

محبه رسول الله و سط بين الغلو و الجفاء:


لأن جفاء النبى صلي الله علية و سلم كفر، و الغلو فية بتجاوز الحد المشروع طريق كذلك للكفر لذا قال صلي الله علية و سلم: ” لا تطرونى كما اطرت النصاري ابن مريم فإنما انا عبدة فقولوا: عبدالله و رسولة “[البخاري].

ونجد صحابتة الأطهار مع بالغ حبهم له يمتثلون لهذا المبدا فحبهم له، فعن انس قال (لم يكن شخص احب اليهم من رسول الله صلي الله علية و سلم قال: و كانوا اذا رأوة لم يقوموا لما يعلمون من كراهيتة لذلك) [الترمذي].

قال الإمام النووى رحمة الله: (أنة خاف عليهم الفتنه اذا افرطوا فتعظيمة فكرة قيامهم له لهذا المعنى) [فتح البارى ج11/ص53].


محاضرات مكتوبة